السيسي يؤكد ضرورة احترام وحدة وسيادة بُلدان شرق المتوسط
أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن سعادته لتواجده على أرض اليونان الصديق، الذي يجمعه بالشعب المصري إرثا حضاريا عريقا وروابط تاريخية مشتركة على مر العصور والأزمنة.
كما عبر الرئيس السيسي عن اعتزازه بما حققته آلية التعاون الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص حتى الآن، حيث نجحت الشراكة بين الدول الثلاث منذ تدشينها قبل نحو ثمانية أعوام.
وأكد على أهمية الشراكة في تكريس أهمية التشاور الدوري والتنسيق الوثيق بين تلك الدول حول الملفات الإقليمية والدولية التي تؤثر على على هذه البلدان وجميع شعوب المنطقة، وعكست كذلك التزاماً متبادلاً بتمكين هذا النسق من التعاون من ترجمة تحركاته السياسية والدبلوماسية إلى حزمة من المشروعات المثمرة على أرض الواقع، وفي مختلف القطاعات الاقتصادية والثقافية والأمنية والعسكرية،وفقا لبيان.
وأضاف الرئيس السيسي أن الآونة الأخيرة شهدت تحديات وأزمات طارئة مثل حرائق الغابات، ومن قبلها جائحة كورونا المتسببة في تحديات صحية واقتصادية صعبة؛ أظهرت كلها استعداد الدول الثلاث لدعم بعضها البعض في المواقف الصعبة، معربا عتن شكره للشركاء اليونانيين والقبارصة على تقديم شحنات التطعيمات ضد فيروس كورونا؛ دعماً للجهود المصرية لمواجهة الجائحة، وإعلاءً لقيم التضامن بين الأصدقاء في وقت الشدة.
وأشار الرئيس إلى أن آلية التعاون الثلاثي أسهمت – على مدار الأعوام القليلة الماضية – في الاتفاق على مشروعات للتعاون في قطاعات الطاقة والسياحة والنقل والزراعة وغيرها، كما أن ثمة آفاقٍ واعدة لتعزيز روابط التعاون بين الدول الثلاث في عدد آخر من القطاعات الحيوية كالسياحة والبيئة ومواجهة ظاهرة التغير المناخي، تنطلق فيها استناداً إلى الحرص المتبادل على الاستفادة القصوى من إمكاناتها ومواردها التي تؤهلها لتحقيق تطلعات شعوبها نحو مزيد من الرفاهية والرخاء.
وقال الرئيس السيسي إنه بالنظر لما توليه مصر من اهتمام خاص بتعزيز التعاون بين دولنا الثلاث في مجالات الطاقة سواءً بشقها التقليدي أو ارتباطاً بمصادرها المتجددة؛ فإنه من دواعي سعادتي الشخصية أن أكون شاهداً معكم اليوم على توقيع الاتفاق الثلاثي في مجال الربط الكهربائي للبناء على ما جرى منذ أيام بإبرام اتفاقيتيّن ثنائيتيّن لربط الشبكة الكهربائية في مصر مع كل من اليونان وقبرص على المستوى الثنائي؛ الأمر الذي نعتبره بمثابة خطوة تمهيدية تقربنا للهدف المشترك الذي نطمح إليه، ألا وهو الربط الكهربائي لاحقاً مع بقية أرجاء القارة الأوروبية.
وأكد الرئيس السيسي أهمية العمل – سوياً – للبناء على هذه الخطوة الأوّلية بهدف إيجاد زخم مواز فيما يتصل بمسعى إنشاء خط أنابيب بحري لنقل الغاز الطبيعي من حقل (أفروديت) القبرصي إلى محطتيّ الإسالة المصريتيّن بدمياط وادكو؛ تمهيداً لتوريد الغاز المُسال من مصر إلى اليونان، ومنها لاحقاً إلى كثير من دول أوروبا.
وذكر أن ذلك يتسق مع الطموحات المنشودة من تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط، بوصفه كياناً يتم التعويل عليه من أجل حسن التخطيط لمشروعات التعاون الإقليمي، وتعظيم استفادة الدول الأعضاء وشعوب المنطقة من مخزون الغاز الطبيعي والثروات الهيدروكربونية بالبحر المتوسط، وبما يتسق مع قواعد القانون الدولي ومبدأ احترام سيادة الدول على أقاليمها ومواردها.